روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كيف أتخلص من.. الفوضى؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كيف أتخلص من.. الفوضى؟


  كيف أتخلص من.. الفوضى؟
     عدد مرات المشاهدة: 3259        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.. أنا طالبه في كليه الطب، وبما أني في هذا المجال الدقيق احتاج دائما ان أكون مرتبه ومنظمه ولدي جدول مثالي للاستفاده من وقتي!

لكني وللاسف اجد نفسي كلما تقدم بي الوقت ازداد فوضى فمثلاً تجد غرفتي تضج بأنواع الفوضى وعدم الترتيب الكتب والمحاضرات غير مرتبه

أعاني مشاكل في عمليه المذاكره حيث ان المناهج طويله وتحتاج الى تقسيم ومذاكره اول باول، ودائما ما اجد نفسي في أوقات الاختبارات وامامي منهج ضخم وليس لديّ متسع من الوقت واعاهد نفسي ع الترتيب في المره القادمه وتنظيم الوقت ولكن بلا جدوى!

أوقات النوم ملخبطه جدا عندي وأكثر من السهر دائماً. لا أقضي وقت كافي مع افراد اسرتي ولا اقوم بزيارات لاقاربي!

أريد جدولا ينظم يومي وآوفق فيه بين جميع الأشغال واكون فيه مرتاحه ومرنه. مع العلم ان يومي يبدأ في السابعه عندما اتجه الى الدوام و اعود في الساعه الثالثه.

واحتاج الى 4 ساعات للمذاكره يوميا والجلوس مع افراد عائلتي! سأكون دآعيه لكم في ظهر الغيب. وشكرا

بسم الله الرحمن الرحيم.

أخيّتي الفاضلة هناء: 

وفقك الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سعداء بتواصلك مع موقع الجميع. . . " موقع المستشار"، ونشكر لك اهتمامك بنفسك ووقتك ومستقبلك، فالله نسأل أن يبارك لك بوقتك، وعملك، وعمرك، وينفع بك، إنه سميع مجيب.

من المعروف أن الوقت من أهم عناصر الحياة، وأنفس معادنها، فهو وعاء لكل عمل وإنتاج، وهو رأس المال الحقيقي للإنسان.

بل هو الحياة كما قال أحد الدعاة. ولو نظرنا إلى تراثنا الإسلامي، وشعائرنا التعبدية، لوجدنا أن كل شيء تمّ تحديده بوقت معلوم، كالصلاة، والزكاة. . . الخ.

لقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالوقت في مواضع كثيرة، وسور عدة منها سورة العصر.. ، كما أشار إلى ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله:

"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع:  عن عمره فيما أفناه، علمه ما عمل به؟ وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟ "رواه الترمذي.

ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلى، ولم يزد فيه عملي".

وروي عن حسن البصري (رحمه الله) أنه قال: " يابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك". ولله در الشاعر الحكيم حين قال: "إذا مرَّ بي يومٌ ولم أَتَّخِذْ يداً ولم أستفِدْ علماً فما ذاك من عمري

أخيّتي الفاضلة هناء:  من خلال خطابك وأسلوبك يتبيّن بجلاء أنك إنسانة ذكية، واعية، ومدركة تمامًا لوضعك، وطبيعة مشكلتك، حيث تقولين: 

1- أنا طالبة في كليه الطب.

2- أحتاج دائما أن أكون مرتبة ومنظمة ولدي جدول مثالي للاستفادة من وقتي.

3- أجد نفسي كلما تقدم بي الوقت أزداد فوضى.

4- أعاني مشاكل في عملية المذاكرة حيث أن المناهج طويلة وتحتاج إلى تقسيم ومذاكرة أولا بأول.

5- دائمًا ما أجد نفسي في أوقات الاختبارات وأمامي منهج ضخم وليس لديّ متسع من الوقت.

6- أعاهد نفسي على الترتيب في المرة القادمة وتنظيم الوقت ولكن بلا جدوى

7- أوقات النوم ملخبط جدًا عندي، وأكثر من السهر دائمًا.

8- لا أقضي وقت كافي مع أفراد أسرتي.

9- ولا أقوم بزيارات لأقاربي.

كما يلاحظ أيضًا أنك ترغبين في تصحيح الوضع القائم بقولك: أريد جدولا ينظم يومي وأوفق فيه بين جميع الأشغال وأكون فيه مرتاحة ومرنة.

الحقيقة أن هناك الكثير من الأفراد منهم على هذه الشاكلة سواءً على مستوى الطلاب أو غيرهم يعانون مما تم ذكره، وقد يعود ذلك للبيئة الأسرية والتنشئة الاجتماعية حيث الإدراك والوعي بأهمية والوقت وضرورة الاستفادة منه بصورة صحيحة يكون محدودًا.

فيكون هناك تسويفًا عفويًا في القيام ببعض الأمور والواجبات مما قد تصبح لاحقًا عادة لدى الفرد، فينشأ وقد تأثر بتلك الظروف والتي قد تمتد إلى واجبات هامه في حياة الفرد أو جوانب أخرى تصاحبه في حياته لا حقًا ويعاني منها.

وقد يكون لعامل الصحبة غير الموفّقة دورًا كبيرًا إذا لم تتسم بالجدية والعمل بما يعود بالنفع والفائدة للفرد في دنياه وآخرته. ويمكن ملاحظة ممن لا يدركون قيمة الوقت ويسوفون فيه، من خلال سلوكهم وتصرفاتهم، أو حتى طريقة حديثهم، ولهذا فا لفوضى فقد تبدأ رويدًا رويدًا نتيجة للهدر في الوقت في أمور هي أقل أهمية على حساب تلك التي هي أهم منها.

ومع الاستمرار والركون لهذا الأسلوب يجد الفرد أن وقته أصبح ضيقًا لانجاز كل ما يجب عمله، فتتراكم عليه الأعمال وتتعقد عليه المشكلات ويدخل في دوامة الفوضى، فيبدأ يشكو ويعاني من أن كل شيء لديه خارج نطاق السيطرة، ولهذا أقترح الآتي:

الخطوة الأولى:

أريدك أن تتخيلي نفسك ولو للحظة بأنّك طبيبة خريجة معروفة ومشهورة وتقدمت لك إحدى الطالبات تريد منك مساعدتها في مشكلتها المتمثلة بالنقاط التسع المذكورة أعلاه (فكري مليًا بالأمر، ثم خذي ورقة وقلما، وحاولي أن تسطري بعض النقاط العملية التي ستساعدها في حل المشكلة، فماذا ستقترحين عليها ياترى؟) .

الخطوة الثانية:

من المعروف أن الوقت كمورد هام متاح للجميع، فاليوم الواحد تساوي (24) ساعة، وكل واحد منا لديه هذا المورد الهام مهما كان جنسه، أو موقعه الإداري، أو وضعه الاجتماعي.

فرئيس أكبر دولة في العالم، رغم مشاغله، أمامه نفس الوقت المتاح لأي إنسان عادي في أفقر دولة. لكن المشكلة تكمن في إدارة الوقت، أي في القدرة على السيطرة عليه وتسخيره في تحقيق أهداف مثمرة ومحددة.

لذا أرى ضرورة أن تجلسي مع نفسك لبعض الوقت وتحضري ورقة وقلمًا وتقومي بتحديد الأنشطة والفعاليات والأعمال التي تمّ إنجازها مع رصد الوقت الخاص بكل نشاط أو فعالية أو عمل (بالساعات والدقائق بصورة تقريبية) خلال اليوم (24ساعة) وذلك لمعرفة الأمور التي تستحوذ على جل وقتك.

الخطوة الثالثة:

وتتمثل في الاستفادة من وقتك من خلال إتباعك الخطوات التالية:

1- حددي كل يوم وقتاً بسيطاً للتخطيط والتفكير في يومك وحددي الأولويات مع بداية كل يوم، من خلال كتابة المهام المراد إنجازها مرتبة حسب أهميتها، الأهم، فالمهم، فالأقل أهمية (مثال: أداء الصلوات في وقتها، التواصل مع الأهل، مذاكرة المواد بدءً بالأصعب، وإنجاز الواجبات أولا بأول. . الخ).

وبعد الانتهاء من عمل ما، حاولي مراجعة أولوياتك مرة أخرى، للتأكد من أنها مازالت دقيقة، ومع نهاية اليوم، قارني ما تم إنجازه مع ما كنت تودين عمله، ثم قومي بإعداد قائمة بالأشياء التي ترغبين القيام بإنجازها في اليوم التالي وهكذا.. .

2- حددي أهدافاً معينة ومكتوبة و حددي مواعيد الانتهاء من كل منها، على أن يتسم ذلك بالواقعية.

3- أعدي قائمة يومية ورتبيها حسب أهميتها.

4- حاولي استخدام وقتك بفعالية أكبر، كأن تخصصي أفضل وقت من كل يوم تشعرين فيه بالانتعاش والحيوية والنشاط للأعمال الهامة ذات الأولوية في الإنجاز، كأن تبدئي مبكرة بعد الصلاة وقراءة ورد من القرآن الكريم، ثم بمذاكرة المواد الصعبة والهامة أولا والتي تحتاج جهدًا أكبر. . . وهكذا.

5- احتفظي بجدول مفتوح لكي تكوني مستعدة للأمور غير المتوقعة.

6- حاولي النوم مبكرة وعدم السهر لساعات متأخرة حتى تصحين مبكرةً وتؤدين عملك بهمة ونشاط.

7- يمكنك الالتحاق ببعض الدورات التدريبية الخاصة بإدارة الوقت.

8- وختامًا، حاولي الحرص ما أمكن على الإكثار من قراءة القرآن الكريم والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والإلحاح بالدعاء بأن يبارك في وقتك، وجهدك، وعملك إنه سميع مجيب.


الكاتب: أ. د. عبدالصمد بن قائد الأغبري

المصدر: موقع المستشار